يـــا مـــن شــكــت ألــمــي مــعــي طــيــبــتـــه فــــــي مــســمـــعـــي
شـــكــــواك ألـــطــــف بـــلـــســـم لــــجــــراحــــة الـــمـــتــــوجــــع
مـــا أعــلـــق الــشـــدو الــرخــيــم بـــــكـــــل قـــــلـــــب مـــــولـــــع
غـــنــــي أهــــازيــــج الــــنــــوى وعـــلــــى نـــواحــــي أوقـــعــــي
بــنـــت الـكــنــانــة مـــــا رمـــــى بـــــك بـــيـــن هـــــذي الأربــــــع
فــيــم اغــتــربــت وكــنـــت فــــي ذاك الأمــــــــــــان الأمــــــنـــــــع
أحــمــلـــت مــحــمـــل ســلـــعـــة جـــلـــبـــا بـــغـــيـــر تــــطـــــوع
فـفــررت مـــن قــفــص الـكـفــيــل إلـــــــى الـــفـــضـــاء الأوســـــــع
وبــــــودك الـــعــــود الــقـــريـــب لــــســــربــــك الــمــســتـــمـــتـــع
فــي مـصــر مـصـرخــة اللهيـــف ومــــلـــــجـــــإ الــــمــــتــــفــــزع
مـصـر الـسـمـاء الـصـحـو مـصــر الـــــدفء مـــصــــر الــمــشــبـــع
مـصـر الـتـي مــا ريــع سـاكـنـهــا بــــــــريــــــــح زعــــــــــــــــزع
حـــيـــث الــمــراعـــي والـــنـــدى لــلـــمـــرتـــوي والـــمـــرتـــعـــي
حــيـــث الــســواقـــي الــحــانــيــا عـــلـــى الــطـــيـــور الـــرضــــع
حــيـــث الــحـــرارة مــــا تـــــوال ربـــيـــبــــهــــا يــــتـــــرعـــــرع
أم أنـــت مـــن تــلـــك الــجــوالــي فـــــــي الـــفـــصـــول الأربـــــــع
لا تــعــرفــيــن مـــــن الـــزمــــان ســـــوى الــمـــكـــان الــمـــمـــرع
تــثــبـــيـــن مــــــــن مـــتـــربــــع أبـــــــــدا إلـــــــــى مــــتــــربــــع
بــهـــدايـــة صـــحــــت عــــلــــى طــــلــــب الأحـــــــب الأنــــفـــــع
وثــقــوب فــكــر فــــي الــتــوجــه واخــــتــــيـــــار الـــمــــنــــجــــع
وغـــنــــاء رأي عــــــن دلالـــــــة إبـــــــــــــــرة أو مـــــهــــــيــــــع
وقـــنـــاعـــة مـــــــن قـــســـمــــة لـــــك عـــنـــد خـــيـــر مــــــوزع
فــــي الــســـرب أنــــي ســـــار لا تــخــشــيــن ســــــوء الــمـــوقـــع
الـســرب مــا فــي الــســرب مـــن عــجـــب لــــذي قـــلـــب يـــعـــي
تـــنـــضـــم حــــيــــن جــــلائـــــه أشـــتـــاتـــه فــــــــي مـــجـــمــــع
مــــن غـــيـــر مــيــعـــاد تـــقـــدم لـــلــــرحــــيــــل الــــمـــــزمـــــع
فـــــــإذا عـــــــلا أزرى عــــلــــى ســـــرب الــســفــيــن الــمــقــلـــع
آلاف آلاف بـــــــــغـــــــــيـــــــــر تــــلــــكـــــؤ وتـــضــــعــــضــــع
وبـــــــلا هــــزيـــــز تــقـــلـــقـــل وبــــــــلا أزيـــــــــز تـــخــــلــــع
وبـــلا اصــطــدام فـــي الــزحـــام مــــحـــــطـــــم ومـــــــصـــــــدع
إن تـــلـــتـــئــــم فــــمــــرورهــــا كـــالــــعــــارض الــمــتـــقـــشـــع
أو تــفــتــرق فــهـــي الــجــيـــوش بــــــــقـــــــــادة وبــــــتــــــبــــــع
كـــــل يــســـيـــر ولا يــخـــالـــف فــــــي الــطـــريـــق الــمـــشـــرع
كــــــــل يـــــجـــــاري رأيـــــــــه والـــــــرأي غــــيــــر مــــــــوزع
كــــــــل كـــــربـــــان يـــــديـــــر زمـــــــــام فـــــلـــــك طـــــيــــــع
بـالـيــمــن يـــا غــريــدة الــــوادي إلـــــــى الـــــــوادي ارجــــعـــــي
إنــــي لأســمـــع فــــي غــنــائـــك رقـــــــرقـــــــات الأدمــــــــــــــع
ويـــروعـــنـــي شــــجــــن بـــــــه كــشـــجـــى بــحـــلـــق مـــــــودع
تـلــك الـبــراعــة مـــا اسـتـتــمــت فـــــــــي جـــــمـــــال أبــــــــــرع
جــــســــم كــــحــــق لــلــحـــيـــاة مـــــــعـــــــرق ومـــــضـــــلـــــع
يـــغـــشـــاه ثـــــــوب دبــــجـــــت ألـــــوانـــــه يـــــــــد مـــــبــــــدع
ألــمـــتـــن يـــزدهــــر ازدهــــــار الأخـــــضــــــر الــمـــتـــجـــمـــع
والــــصــــدر فـــيـــمـــا دونـــــــه يـــزهــــي بــأحـــمـــر مــشـــبـــع
والـجــيــد زيـــن مـــن الــنــضــار بــحـــلـــيـــة لــــــــم تـــصـــنــــع
دع كـــل نــقـــش فــــي الــخـــلال مــــــــوشــــــــم ومـــــبــــــقــــــع
ودع الـــــقــــــوادم تـــســـتـــقــــل بـــريـــشــــهــــا الـــمـــتــــنــــوع
آيـــــات خـــلـــق مـــــن يـــجــــل نــــظــــرا بــــهــــا يــتـــخـــشـــع
أعـظــم بـهــا فــي ذلــك الـجــســم الـــصـــغــــيــــر الأضــــــــــــرع
لــــولا الــحـــرك لــخــيــل مـــــن ثــــمــــر هـــنـــالــــك مــــونـــــع
حـــلـــو الــشــمــائــل إن يـــجـــار الــــطــــبـــــع أو يـــتــــطــــبــــع
يـــرنـــو بـفــائــضــتــي ســـنــــى كـــالـــجـــوهـــر الــمــتـــطـــلـــع
يـسـهــو بـغـاشـيـتـنــي تـنــســدلان ســــــــــــــــدل الــــــبــــــرقــــــع
مـتـطــاول الـخــديــن فـــي وجـــه حـــــــديــــــــد الــــمــــقــــطـــــع
مــــنــــقـــــاره كـــقـــلامـــتـــيـــن مـــــــن الــــظـــــلام الأســــفـــــع
أخـت الـشـوادي الـخـضـر حـانــت لـــــفـــــتــــــة الــــمــــتــــنـــــوع
بـــك نـزعــتــي نــحــو الــحــمــى وعــــــدك قـــيــــدي فــانـــزعـــي
ألــــقــــي الــــــــوداع تـــأهـــبــــا واســتـــوفـــزي واســتــجــمــعــي
لـــلــــه وثـــبـــتـــك الــبــديـــعـــة إذ وثــــــبــــــت لـــتـــطـــلـــعـــي
حــيـــث الــضــحــى مـتــســاكــب كـــطــــلا بـــكــــف مــشــعــشـــع
والـريـح تـحـضـن آخـر الـنـغـمـات حــــــضـــــــن الـــــمـــــرضـــــع
والــــــدوح مـــيــــاد الـــــــرؤوس مـــــشـــــيــــــع بــــــــــــــالأذرع
وتــعـــطـــف الأفـــنــــان شـــبــــه تـــقـــصـــف فــــــــي أضــــلـــــع
خـضـت الـضـيـاء عـلــى غــوارب مـــــــوجـــــــه الــــمــــتــــدفـــــع
تـتـصـاعــديــن ومــــا الــشــهــاب الــمـــســـتـــطـــار بــــــأســــــرع
يــرمـــي جــنــاحــاك الــمــهــاوي بـــالــــشــــعــــاع الــــســـــطـــــع
وتــــــراع رائـــعــــة الـــنـــهـــار لــــوهــــجـــــك الـــمــــتــــفــــرع
ولــشــكـــة الألــــــوان حـــولــــك كـــالـــنــــصــــاع الــــــشـــــــرع
مـــزقــــت أســـتــــار الـــســـنـــى عــــــــن عــــالـــــم مـــتـــقـــنـــع
جـــم الــخــلايــا فــــي حــواشـــي الـــنـــور خـــافــــي الــمـــوضـــع
أنـــزلـــت هـــــولا فـــــي قـــــراه وفـــــــي الــــذرائــــر أجــــمـــــع
أنــظـــرت عــــن كـــثـــب إلـــــى مــــــــلإ هـــــنـــــاك مـــــــــروع
هـــي وقــعــة فـــي الــجــو بــيــن هـــــبـــــائـــــه الـــمـــتـــلــــمــــع
هــــبــــت خـــلائـــقـــه عــــلـــــى ذاك الـــمـــغـــيـــر الـــمــــفــــزع
فــــي أســــد غــــاب تـسـتــطــيــر وفـــــــــي ذبــــــــــاب وقــــــــــع
يـــجـــددن حـــربــــا كــالــكــمـــاة وكــــالـــــرمـــــاة الـــــــركـــــــع
يــــــكــــــررن أو يــــــفـــــــررن بــــيــــن تــــفـــــرد وتـــجـــمــــع
يــرمــيـــن بــالــرجـــم الـــدقــــاق وبـــالــــنــــجــــوم الــــظـــــلـــــع
تــيــهـــي بــغــارتـــك الــســنــيــة فـــــــي الـــمـــجـــال الـــظـــلــــع
مــا شــأن كـســرى فــي الـفــتــوح ومـــــــــا مـــفــــاخــــر تـــــبـــــع
لا مـجــد يـبـلــغ مـجــدك الأسـنــى بـــــــــــــــذاك الــــــمــــــفــــــرع
لا صــــــفـــــــو أروح مــــــــــــن تـحـيـر خـصـمـك الـمـتـضـعـضــع
لا ســلــم أبــهـــج مــــن تــهــايــل ركــــــنــــــه الـــمــــتــــزعــــزع
أمـــــــم الأثــــيــــر جــمـــالـــهـــا فــــــي أن تـــــــراع فــــروعــــي
وتــــتـــــم آيــــــــة حـــســـنـــهـــا بــــالأمـــــن بــــعـــــد تــــفـــــزع
فـــإذا مــضــيــت ولــــم تــصـــب بــــبـــــلائـــــك الــــمــــتــــوقــــع
بـــل جـــزت بـالـحـســنــى وســـاء تـــــــــــــورع الـــــمـــــتــــــورع
ثـــابـــت إلـــــى فـــــرح كـــذلـــك تـــــــوبـــــــة الــــمــــتــــســـــرع
فــســديـــمـــهـــا كـــغــــبــــار در ســــاطــــع فــــــــي مـــســـطــــع
والـــجــــو تـــمــــلأه نــــســــالات الـــــــبــــــــروق الـــــلــــــمــــــع
ســـيــــري وولـــــــي صـــــــدرك الـمــشــتــاق شـــطـــر الــمــربـــع
حــــتـــــى إذا مــــــــا جـــئـــتــــه وشـــرعـــت أعـــــذب مـــشــــرع
وشـــدوت مــــا شــــاء الــســـرور عـــلــــى ارتـــقــــاص الأفــــــرع
عـــوجـــي بــبــســتــان هــنــالـــك فـــــــي الــــعـــــراء مـــضـــيــــع
صـــفـــصـــافــــه مــــتــــنـــــاوح والـــنــــور بــــــادي الـــمـــدمـــع
لــــــي فــــــي ثــــــراه دفــيـــنـــة كــالــكــنــز فـــــي الــمــســتــودع
تــخــفـــي الأزاهــــــر قــبـــرهـــا عـــــن أعـــيـــن الـمــســتــطــلــع
كـــانـــت مـــثـــالا لــلــمــحــاســن فــــــــــــــي مـــــــثــــــــال أروع
فــتــحـــولـــت لـــطـــفـــا إلـــــــى طـــــــيـــــــف أرقـــــــوأبــــــــدع
طــيـــف يــشـــف بـــــه الــبــلـــى عــــــــن رفــــعـــــة وتـــمـــنــــع
فـــــــإذا الـــســـمــــاء قــــــــراره والــنــجـــم بـــعـــض الــيـــرمـــع
قــــولـــــي لــــــــه إن جـــئـــتــــه يـــــا أنــــــس هــــــذا الــبــلــقـــع
أتــحـــس فـــــي هـــــذا الـــثـــرى نــبـــضـــان قــــلــــب مــــوجــــع
هـــــذا حــنــيـــن مــــــن فــــــؤاد مــــحـــــبـــــك الـــمـــتـــفـــجــــع
عـــــدت الـــعــــوادي جــســـمـــه عـــن قــــرب هــــذا الـمــضــجــع
فـمــضــى بــأحــزن مـــا يــكـــون أخـــــــو الأســـــــى وبــــأجــــزع
ونـــــوى الــضـــريـــح أضــــــره كـــنــــواك يــــــوم الـــمـــصـــرع
نــعـــم الـشـفــيــعــة أنــــت لـــــي عـــنـــد الــمــلائـــك فــاشــفــعــي
مـن لــي بـصــوت مـثــل صـوتــك مــــبـــــلـــــغ لـــتــــضــــرعــــي
يـنــهــى إلــــى ثــــاوي الــجــنــان فـيــســتــجــيــب وقــــــد دعــــــي
إن الـــــــذي أبـــكـــيـــه وهـــــــو مـــــــن الــنــعـــيـــم بـــمـــرتــــع
بــــر عـــلـــى رغـــــم الـــفـــراق بــــعــــبـــــده الـــمـــتـــخـــضـــع
كـــــم زرتــــــه فــــــي يــقـــظـــة وأمـــــل بـــــي فـــــي مــهـــجـــع
يـــــدنـــــو إلـــــــــي تـــــنــــــزلا عــــــن عـــرشــــه الــمــتـــرفـــع
وكـــــم الــتــمــســـت لــصـــوتـــه رجـــعـــا فــحــقـــق مــطــمــعــي
قـــطـــع الــغــيـــوب وجـــاءنــــي بـــعــــروضــــه الــمـــتـــقـــطـــع
هــــــــذا الـــــوفـــــاء وفـــــــــاؤه فــــادعـــــيـــــه لا يـــتــــمــــنــــع
بــهــتـــاف لــوعــتـــي اهــتــفـــي وصـــــدى حــنــيــنــي رجـــعـــي
حـــتـــى يــجــيـــب فــأنــصــتـــي بــضـــمـــيـــري الــمــتـــســـمـــع